عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

مسلحو "النصرة"و"جنجاويد نواف البشير" المدعومة من المخابرات التركية تحاول احتلال "رأس العين" مرة أخرى



Kl :01,17 18|01|2013  Dengê kurd

في 8 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، نشرت "الحقيقة" تقريرا توقعت فيه أن تكون المعركة القادمة للمخابرات التركية في سوريا هي معركة السيطرة على مدينة "الحسكة" ، حاضرة الشمال الشرقي السوري، والمدينة

 الاستراتيجية بالغة الأهمية. وفي التاسع من الشهر الماضي بدأت عملية حصار المحافظة من قبل عصابات"جبهة النصرة" و"غرباء الشام" و العصابات العشائرية المعروفة محليا باسم"جنجاويد نواف البشير"، حيث منعت عنها المواد الغذائية ، بما في ذلك القمح والدقيق والمواد البترولية.  وقد تمكنت العصابات المذكورة من إحكام قبضتها على الطرق المؤدية إلى المدينة، سواء منها التي توصلها مع الرقة أو حلب عبر رأس العين التي كانوا سيطروا عليها  الشهر الماضي بعد ارتكاب مجزرة وحشية فيها. وكانت عصابات "نواف البشير" ومعها مسلحو"الجيش الحر" أحكموا الحصار على الحسكة من الجهة الجنوبية ( الطريق التي يوصلها مع دير الزور) في وقت سابق. وطبقا لمصادر ميدانية متعددة، فإن الوضع الإنساني في المدينة التي تعد مع المناطق التابعة لها حوالي 2 مليون نسمة يتجه نحو كارثة إنسانية، حيث يمنع المسلحون وصول الامدادات الغذائية والبترولية إلى المدينة. كما أن العصابات نفسها ، وبالتعاون مع المخابرات التركية، تقوم بالأمر نفسه من الجهة الشمالية. وكانت تركيا سمحت للعصابات نفسها بالتحشد في بلدة نصيبين التركية المتاخمة لبلدة القامشلي مهددة باجتياحها من الشمال كما فعلت مع "رأس العين". وقال مصدر آخر" المحروقات شحيحة جدا، والمسلحون يهاجمون أي صهريج وقود يحاول التسلل إلى المدينة ويستولون عليه، وأسعار المواد الغذائية بدأت تحلق في عنان السماء ، حيث قفز سعر ربطة الخبز من 15 ليرة إلى مئة ليرة دفعة واحدة ، وما تستهلكه المحافظة الآن من وقود هو بقايا مخزونات شركة سادكوب( المؤسسة العامة لتوزيع المشتقات النفطية). أما المشافي فبدأت تقلص خدماتها إلى النصف ، بالنظر لعدم توفر وقود كاف للمولدات الكهربائية التي تعوض انقطاع الكهرباء، وهو ما ينطبق أيضا على المخابز".

يوم أمس ، وفيما يبدو أنه المرحلة الثانية من تنفيذ المشروع الإجرامي التركي، أعلن العقيد الفار حسن عبد الله ، رئيس ما يسمى "المجلس العسكري" في محافظة الحسكة عن البدء بمعركة "تحرير الحسكة"، ولكن بعد أن  أضاف العلم التركي إلى صدره كما كان يفعل أنطوان لحد في جنوب لبنان ، قبل أن يتحول إلى بائع فول في زواريب تل أبيب!

بالتزامن مع ذلك، شهدت منطقة رأس العين على الحدود السورية ـ التركية، أمس، توتراً ميدانياً، أثار مخاوف من احتمال تجدد المعارك التي دارت رحاها هناك في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي بين عصابات («جبهة النصرة» و«الجيش الحر») من جهة، وبين المقاتلين الأكراد من جهة ثانية.

ونقلت «السفير» عن مصادر كردية قولها إن اشتباكات متقطعة وقعت أمس بين «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة، وبين كتائب مسلحة كانت قد دخلت محيط رأس العين عبر الأراضي التركية، فيما عمدت بعض الفصائل المسلحة إلى مهاجمة أحد الحواجز التابعة للأكراد على طريق الحسكة.

وفي اتصال مع «السفير»، أكد المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية خبات ابراهيم أن «مقاتلي الجيش السوري الحر أطلقوا النار باتجاه مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب»، مشدداً على أن المقاتلين الأكراد «التزموا السيطرة على النفس» بانتظار تقييم الموقف بشأن أهداف هذا التحرك.

وأضاف أن المسلحين حاولوا دخول رأس العين عبر محور حي المحطة، لكن المقاتلين الأكراد نجحوا في ردعهم.
وأوضح ابراهيم أن الهجوم تم انطلاقاً من الأراضي التركية، مشيراً إلى أن الفصائل التي قامت بالهجوم هي «كتيبة أحفاد الرسول» و«لواء المشعل»، وهي مجموعات مسلحة يصفها المتحدث الكردي بأنها «سلفية في الظاهر... وأداة تركية في الباطن".
ووضع ابراهيم هذا الهجوم في إطار «محاولة خلق فتنة» في المناطق السورية التي يسيطر عليها الأكراد، محذراً من أنه قد يكون «استفزازاً لجر الأكراد إلى فتنة» او «مقدمة لعملية أوسع نطاقاً".

وبالرغم من أن التوقعات الكردية من الجانب الكردي ترجّح السيناريو الأول، إلا أن ما تردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمسلحي العصابات المسلحة العميلة لتركيا، خلال الأيام الماضية، يوحي بأن "جبهة النصرة" وحلفاءها من بقية الفصائل المسلحة التي تديرها المخابرات التركية تحضر لعملية واسعة في رأس العين، وذلك بالنظر إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه البلدة الحدودية مع تركيا.
وتنبع الأهمية الإستراتيجية لرأس العين (واسمها الكردي سري كانيه) في موقعها الجغرافي. وعدا كونها معبراً حدودياً حساساً، فإن المعارضة المسلحة تنظر إليها على أنها نقطة ارتكاز مهمة في إطار المعارك الدائرة في حلب.
وتبعد المدينة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 80 ألف نسمة، والتي تشكل فسيفساء سكانية متنوعة، حيث يقطنها خليط من العرب والسريان والأكراد والأرمن والشيشان والتركمان والماردلية، مسافة 85 كيلومتراً عن مدينة الحسكة، و90 كيلومتراً عن مدينة القامشلي.

وثمة رغبة دائمة لدى مسلحي المعارضة («الجيش الحر» والفصائل السلفية) في السيطرة على رأس العين بهدف تحقيق اختراق حقيقي للشريط الكردي الممتد من عفرين غرباً وإلى ديريك (في أقصى الشرق) عند تقاطع مثلث الحدود العراقية ـ السورية ـ التركية.
وفي هذا الإطار، يقول إبراهيم إن «الأهمية الإستراتيجية لرأس العين تكمن في أنها بوابة المنطقة الشمالية الشرقية، والمعبر الوحيد الذي يمكن أن تستخدمه تركيا كخط تموين للجيش الحر، كما أنها نقطة ارتكاز مهمة لفرض السيطرة على الحسكة ودير الزور والرقة».
وبانتظار أن تتضح الصورة، خلال الساعات المقبلة، يؤكد المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب» أن الأكراد سيقاتلون لمنع أي محاولة للسيطرة على رأس العين، مشدداً على أنهم «مستعدون عدداً وعتاداً لذلك".

وتقول مصادر كردية لـ«السفير» إن «تركيا لن تقف ساكتة أمام سيطرة وحدات حماية الشعب على المناطق ذات الغالبية الكردية، ومعها بعض الجماعات التكفيرية»، وتشير المصادر إلى ان مسلحي المعارضة «يرغبون في التمدد في المنطقة الكردية وتحويلها الى ساحة حرب وقتال، وأيضاً للسيطرة على المناطق النفطية".
وفي بُعد آخر للصراع، تشير المصادر الكردية إلى أن «تركيا تعمد حالياً إلى التصعيد ضد الأكراد، فهي تهاجم جبال قنديل وتحرك حلفاءها في سوريا، وذلك لكي تصبح في وضع تفاوضي جيّد".



المصدر الحقيقة 

جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان